القصيدة الأولى:
مِنْ رَجْفَةِ الغَارِ حَتَّى تَمَّ مَا بَدَأَهْ وَحْيٌ مِنَ الغَيْبِ.. يَرْوِي آيُهُ نَبَأَهْ!
بَدَا غَرِيْبَ الرُّؤَى فَرْداً.. فَآنَسَهُ مَنِ اصْطَفَاهُ وَمِنْ لَيْلِ الهَوَى كَلَأَهْ!
وَشَقَّ عَنْ صَدْرِهِ يَسْتَلُّ مَا شَقِيَتْ بِهِ البَرَايَا.. وَمِنْ نُوْرِ الهُدَى مَلَأَهْ!
“اقْرَأْ..” وَمَازَالَ جِبْرِيْلٌ يُرَدِّدُهَا حَتَّى وَعَى قَلْبُهُ الـمَقْرُوْرُ مَا قَرَأَهْ!
مَضَى عَلَى ثِقَةٍ فِي وَعْدِ خَالِقِهِ يَبْنِيْ عَلَى خَبَرِ الإِتْمَامِ.. مُبْتَدَأَهْ!
مَضَى يُبَلِّغُ مَا الرَّحْمَـنُ أَرْسَلَهُ بِهِ إِلَى النَّاسِ.. كَانَ الفَأْلُ مُتَّكَأَهْ!
وَكَمْ تَحَمَّلَ مَا يَلْقَاهُ مَا وَهَنَتْ خُطَاهُ.. مَادَامَ رَبُّ الكَوْنِ مُلْتَجَأَهْ!
وَكَمْ تَقَلَّبَ فِي الأَهْوَالِ مُنْتَصِباً وَلَمْ يَهَبْ فِي سَبِيْلِ اللَّهِ مَا وَطَأَهْ!
فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ مَدُّوا أَيَادِيَهُمْ وَبَايَعُوْهُ.. عَلَى مَا كَانَ قَدْ بَدَأَهْ!
كَأَنَّمَا هُمُ قَلْبٌ لَيْسَ فِيْهِ سِوَى مُحَمَّدٍ مَنْ جَلَا عَنْ فِكْرِهِمْ صَدَأَهْ!
يَفْدُوْنَهُ دُوْنَ مَنٍّ.. لَوْ رَنَا ظَمِئٌ مِنْهُمْ إلَيْهِ لَأَطْفَا مَا يَرَى.. ظَمَأَهْ!
هَـذَا مُحَمَّدٌ الـمَبْعُوْثُ.. مَرْحَمَةً لِلعَالَـمِيْنَ.. فَسُبْحَانَ الَّذِي بَرَأَهْ!